الثلاثاء، 15 فبراير 2011

ماذا أقول في ذكرى مولد الحبيب المصطفى؟؟



كيف نحيي ذكرى المولد النبوي الشريف؟

إننا في ذكرى مولده الشريف نشعر بالعجز الشديد عن الوفاء بحقه، وعن حصر كمالاته التي منحه الله تعالى إياها لأننا لا نستطيع أن نحيط بمقامه ، فما عرف حقيقته ولا قدره إلا ربه عز وجل الذي اصطفاه على سائر الخلق وجعله حياة القلوب ونور الوجود، فإن كانت الشمس تبدد ظلام الكون الظاهر المحسوس، فإن المصطفى هو الشمس الحقيقية التي تكشف ظلام النفس الحالك، فبشرى لنا معاشر المسلمين في كل مكان بمولده صلوات الله وسلامه عليه الذي يذكرنا بما أكرمنا الله به من الخير والسعادة على يديه، وطوبى لمن أحيى تلك الذكرى المباركة حبا في رسول الله وتجديدا لذكرى مولده، وشكرا لله تعالى على نعمة وجوده، وذلك لا يكون إلا بإحياء سنته وبيان شمائله وما نالته الأمة المحمدية من المنح الإلهية والخصائص العظيمة بظهوره .

وقد أنكر بعض العلماء إحياء ليالي المولد النبوي العظيم، لأنه لم يظهر ذلك في عهد الصحابة، والحقيقة أننا في هذا العصر المادي المسرف في ماديته، أصبحنا في حاجة ماسة ليقظة القلوب بإحياء تلك المناسبة العطرة المباركة، وأما الصحابة رضوان الله عليهم فإن قلوبهم كلها كانت تتذكره في كل حركة وسكنة.
وإن الحديث في تلك الذكرى العظيمة ليمس شغاف القلوب، ويحرك لطائف الأفئدة، ويبعث في القلوب نشوة روحية وشوقا إليه .
وقد أجمعت الأمة الإسلامية منذ القرن الثالث الهجري على إحياء تلك الذكرى المباركة.

هذا ولا تجتمع هذه الأمة المحفوظة بدعوة نبيها صلوات الله وسلامه عليه على الضلالة، فقد ثبت عن سيدنا رسول الله أنه قال( لن تجتمع أمتي على ضلالة فعليكم بالجماعة ). رواه الطبراني
.
فإحياء المولد الشريف ما هو في الحقيقة إلا تعبير عن خالص الحب ومدارسة سيرته العطرة التي تجذب القلوب إلى الطاعة وتدفعها إلى العبادة،

وأن الاحتفال بمولده أمر مقبول عقلا لأن الله تعالى أمر جميع الكائنات فاحتفلت بليلة مولده ، ومن ذلك ما ظهر لأمه وما رأته قابلته التي تلقته على يديها وما حصل لجميع النساء الحاملات في عام حمله وكسبت الأرض خصبا وجودة حتى صار عام ولادته مشهورا بعام الفتح والجود والخير العميم، وطاف به سيدنا جبريل ليلة مولده حتى عرج به إلى السماء ليبشر به ، وحرست السماء من الشياطين وخمدت نار فارس وتصدع إيوان كسرى ونكست الأصنام وفاضت بحيرة طبرية وغاضت بحيرة ساوة ونطقت الحيوانات ورد الله أبرهة بفيله برجم أبابيل إلى غير ذلك من الإرهاصات التي حدثت احتفالا بمولده الشريف صلوات الله وسلامه عليه، لأنه النعمة الكبرى للوجود والرحمة العامة لكل مخلوق.
وقد قال الله تعالى( واذكروا نعمة الله عليكم) .

النعمة العظمى
وما النعمة العظمى إلا سيدنا محمد رسول الله ،وما ذكرها إلا شكرها وما شكرها إلا اتباعها وإظهار ما يشعر بتعظيمها وتبجيلها وفاء لصاحب النعمة الكبرى الذي أخرجنا من الظلمات إلى النور.

فالاحتفال بالمولد النبوى مشروع ولكن ان لا نبتدع فى الاحتفال كتخصيص هذا اليوم لاكل الحلوى او تخصيص هذا اليوم للمكوث فى المسجد فى جلسة الذكر والصلاه عليه عدد معين من المرات
ولكن الاحتفال به عن طريق اتباع منهجه وسنته ونشر منهجه فى العالم بأجمعه


فأكثروا من الصلاة على الحبيب الهادي (اللهم صلي وسلم وبارك على حبيبنا المصطفي )

الأربعاء، 9 فبراير 2011

صور الشهيد القسامي أيمن الكرد

السيرة الذاتية للشهيد القسامي/أيمن الكرد

الشهيد القسامي / أيمن أحمد عامر الكردقاسياً على نفسه من أجل إرضاء الله.
الميلاد والنشأة
في أجواء بلاد الحجاز الحارة، وفي بيئة ملتزمة بالدين، ومن أرقى أحياء الرياض بزغ نور ميلاد شهيدنا المجاهد أيمن أحمد عامر الكرد، في الثاني عشر من شهر يوليو لعام 1980م، وتعود جذور هذه العائلة الكريمة إلى بلدة (بيت طيما) القرية الفلسطينية المهدّمة التي هاجر منها أهلها عام 1948م كباقي القرى والبلدات الفلسطينية، اتتقل أحمد عامر الكرد (والد الشهيد) للعمل في المملكة العربية السعودية مثل الكثير من أبناء شعبنا الفلسطيني المجاهد الذي ذهب ليبحث عن لقمة عيشه في دول الخليج العربي.
تعليمهدرس شهيدنا الابتدائية والإعدادية في مدارس مدينة الرياض السعودية، ومما يُعرف عنه أنه شغف لعب كرة القدم منذ صغره، وكان من أبرز اللاعبين في نادي حيه في الرياض، وفي فريق مدرسته، وقد حصل على أكثر من شهادة تفوق أثناء دراسته هناك.
عاد أيمن مع عائلته إلى أرض الوطن في عام 1995م، واستقر بهم الحال في معسكر جباليا – منطقة الهوابر المؤدية إلى مدينة بيت لاهيا.
درس شهيدنا المجاهد مراحل الدراسة الثانوية الثلاث في مدرسة أبو عبيدة بن الجراح، ونشط في ظل دراسته مع الأخوة في الكتلة الإسلامية، وقد كان شهيدنا محبوباً من جميع طلاب المدرسة، وله جمهور واسع بينهم لإتقانه الشديد للعبة كرة القدم الشهيرة.
بعد تخرجه من الثانوية العامة انضم شهيدنا إلى السلطة الفلسطينية ضمن أجهزتها الأمنية البائدة، وتم نقله إلى مدينة أريحا ضمن دورة عسكرية لجهاز المخابرات العامة استغرقت ما يقارب الثلاثة شهور، وقد مارس خلالها لعبته المفضلة في الكثير من مدن الضفة الغربية مما جعلته مشهوراً ومعروفاً أكثر، وصنع هناك صداقات كثيرة، ومن الجدير ذكره أن شهيدنا عمل كلاعب كرة قدم في نادي منتخب فلسطين الرياضي، وكانت له عدة مباريات في داخل فلسطين وخارجها وكان من الدول التي لعب على أراضيها: النرويج، عُمان، السعودية، مصر بالإضافة إلى مدينة رام الله.
تزوج شهيدنا من إحدى قريباته في العام 200
1، وقد رزقه الله بثلاثة أبناء: أسيل وأحمد وعبد الرحمن.
درس شهدينا المرحلة الجامعية في جامعة القدس المفتوحة في تخصص التعليم الأساسي وتخرج منها في نهاية عام 2008م.
نشاطه الدعويالتزم شهيدنا في مسجد الحق منذ أن وطأت أقدامه أرض الوطن في عام 1995م، وقد كان يشارك إخوانه في كافة الفعاليات المسجدية والرياضية، وكان أميراً للجنة الرياضية في أكثر من دورة، وقد انضم شهيدنا إلى جماعة الإخوان المسلمين في عام 2006م، وسبق انضمامه للجماعة تجنيده في الجهاز العسكري للحركة (كتائب القسام) حيث كان جندياً في مجموعة عسكرية أغلب أعضاءها الآن قيادات ميدانية في أجهزة الحركة المختلفة.
كان يتمتع بشخصية جذابة فضلاً عن كونه لاعب كرة قدم محترف ومشهور، مما ساعده أكثر على التواصل مع فئات المجتمع المختلفة وخاصة الشباب، فقد استغل هذه المنحة الربانية في التأثير على الكثير من شباب جيله وأصحابه في سلوك الطريق السوّي.
كان عنصر تأثير في مسجده، يلتف الشباب من حوله، ويطيب لهم الحديث معه لما له من روح الدعابة والفكاهة، وأسلوبه المتميز في طرح الطرائف والغرائب.
قام على تأسيس فريق الكتلة الإسلامية لكرة القدم في معسكر جباليا، وقاد اللجنة الرياضية في مسجده في أكثر من دورة.
عُرف عنه كثرة الصيام، فقد روى والده أنه كان يصوم يوماً بعد يوم لمدة عام في حر الصيف وفي اليوم الذي استشهد فيه كان ناوياً أن يصُمه. وحين انتقل دعوياً إلى مسجد عثمان بن عفان كان نقطة الارتكاز هناك، حيث قام على كافة الأنشطة سواء كانت دعوية أم حركية، وكانت له حلقة تحفيظ لكتاب الله .. يجمع الأشبال والشباب حوله.
اعتاد شهيدنا وعلى مدار ثلاث سنوات أن يشارك إخوانه في الاعتكاف الكامل في المسجد، حيث ما كان يخرج إلا لعمله ثم يعود إلى مسجده، وكان طويل الصلاة والقيام.
حبه للجهادفي بداية انتفاضة الأقصى حاول أيمن أن يستغل فرصة خروجه إلى الضفة الغربية لتنفيذ عمليات عسكرية أو مساعدة الأخوة في كتائب القسام فيما يريدون، وقد اتصل شهيدنا وقتها بالشهيد القائد فوزي أبو القرع لترتيب أموراً كهذه لكن ما شاءت الأقدار، واستطاع جهاز المخابرات الفلسطيني أن يتحرى عنه، وقام بنقله من العمل في الخدمة العسكرية من جهاز المخابرات إلى العمل المدني في وزارة الداخلية بسبب قربه من حركة المقاومة الإسلامية حماس، وتم منعه بعد هذه الخطوة من السفر إلى خارج القطاع من معبر إيريز.
مشواره الجهاديبدأ عمله الجهادي مع إخوانه في مجموعات المرابطين في حراسة الثغور، حيث كان في مجموعة قسامية مع إخوانه الشهداء: لؤي حسين، وأحمد أبو عيطة الّذين استشهدا في معركة الفرقان.
وفي عام 2008م تم تكليف شهيدنا بالانتقال إلى الوحدة الخاصة لكتائب القسام في كتيبته، حيث كان أميراً لإحدى المجموعات الخاصة، وقد كان يُعرف بجرأته وشجاعته، وعناده وصلابته.
وفي هذه المرحلة من عمره الجهادي عمل شهيدنا في حفر الأنفاق في منطقته وفي مناطق مختلفة من شمال القطاع، وقد تميز شهيدنا في هذا العمل مما جعل إخوانه يُأمّروه على فريق لحفر الأنفاق في كتيبته.
شارك شهيدنا في أكثر من دورة عسكرية، وقد شهد له مدربوه بالكفاءة واللياقة العالية، من بينها دورة خاصة في مدينة رفح كان فيها قاسياً على نفسه، يتمزق جسده في التدريب و لا يبالي .. كان يحب أن يكون الأول دائماً !.
موعده مع الشهادةفي يوم الاثنين الخامس من يناير لعام 2009م خرج شهيدنا من منزله الساعة التاسعة والنصف صباحاً، حيث قام بجمع أفراد مجموعته الخاصة وتوجه بهم إلى منطقة السلاطين غرب معسكر جباليا حيث يتمركز العدو، وبمجرد وصوله للمكان لبس حزاماً ناسفاً وخرج برفقة أحد المجاهدين لمنزل على خط التماس مع العدو في كمين معد في حال تقدم القوات الخاصة، وكَمَن فيه لمدة 24 ساعة، وقد أدى شهيدنا صلاة العشاء ومن ثم صعد إلى الطابق العلوي من المنزل ليستطلع مكان تمركز العدو بمنظار ليلي كان معه ففاجأته الدبابات الإسرائيلية ب3 قذائف مدفعية ارتقى على إثرها شهيداً، وقد مكث في المكان حتى الساعة الثامنة صباحاً من اليوم التالي حتى استطاع الأخوة أن يتقدموا لإخراجه من المكان.
وقد أضاف قائده العسكري في الوحدة الخاصة أنه قال لأيمن تهيأ للمكوث في المكان 24 ساعة ومن ثم تعود لبيتك للراحة، فردّ عليه أيمن: أنا لن أعود من هنا إلا شهيداً، وبالله عليكم ما تستبدلوني بأحد.
لحظة الزفاف
وقد خرج الموكب المهيب من مسجد الحق .. هذا المسجد الذي ما زال يُقدّم في كل معركة الشهيد تلو الشهيد، مسجد أحبه الشهداء، ومسجد لو أراد الله له أن يتكلم لتكلم عشقاً في هذه الثلة المؤمنة المباركة التي عمرت محرابه بالصلاة ودموع الخشية.
سُجي جسد (أيمن)الطاهر في محراب مسجده .. هذا المحراب الذي طالما وقف فيه أيمن وحيداً ... مصلياً وباكياً ومراتٍ أخرى إماماً في إخوانه الذين منهم من سبقوا ومنهم من ينتظر على ذات الدرب..
صلى والده في الناس على ابنه الشهيد، ونِعم – والله – الوالد والشيخ والمربي أبو حسن الكرد الذي ما زال يُحرّض أبناءه على الجهاد.
وخرجت الحشود بعد أن ألقى أهله وذووه وأصدقاؤه وأحبابه النظرات الأخيرة على حبيبهم الشهيد أبو أحمد أيمن الكرد .. ودُفن جثمانه الطاهر في مقبرة الفالوجا.
نحسبه شهيدا عند الله ولا نزكي على الله أحدا...
...رحم الله شهيدنا وأسكنه فسيح جناته...
...وإنا على دربه الذي قضى فيه شهيدا، درب الجهاد والمقاومة لسائرون بإذن الله...